كتبت / انتصار محمد الحاج
Email:iamintisar21@gmail.com
كلمة حرب برغم عدد حروفها الثلاثة الا أنها من اصعب واعمق واشق الكلمات نطقا لما تحتويه من معاني مخيفة واقعيا وافتراضيا وتخيليا ولعل كثي من الناس في عدد من الدول ظلوا يعانون من ويلات هذه الكلمة واقعا معاشا واخرهم الشعب السوداني الطيب الذي الف السلم والسلام والاستقرار داخل مدينته او قريته واحيانا حارته او منطقته الصغيرة مستانسا مستمتعا بما فيها وراضيا قانعا وغير راغب في التحرك منها لاي مكان اخر الا في اقصى والح الحالات ولعل من عبارات الكثير من السودانيين لبعضهم البعض عند الالتقاء في مكان ما او مدينة ما او اذا وصلوا الخرطوم قادمين من احدى الولايات / المحافظات قولهم : ( والله لو ما الشديد القوي ما كان جينا ولو ما بقت لينا في اللحم الحي ما كان اتحركنا وجينا ) بينما كانت في البادية اجمل مقولاتهم : ( عز العرب ….الرحيل ) لم يكن يرضى انسان البادية بالرحيل من ريفه الى العاصمة القومية الا في حالات العلاج او التعليم او شراء بضاعة او السفر الى الحج او الى زيارة اقارب خارج السودان ولم يكن انسان العاصمة يرغب في مغادرة العاصمة الى الولايات / المحافظات الا في بعض الحالات منها حضور مناسبة قريب وعزيز من اهله او العيد الكبير وهو عيد الاضحى او زيارة مريض عزيز جدا يئسوا عن نقله الى الخرطوم للعلاج او حالة وفاة او لحضور مناسبة عرس اولى القربى او لشراء ارض زراعية او بهائم او لاكمال صفقة تجارية . غير ان الود والصور الذهنية التراكمية الجميلة كانت تسود المشهد بين الطرفين.
الان ومنذ اندلاع حرب ال15 من ابريل في العام المنصرم 2024 وحتى الان تفاقمت حالة السوداني بين مطرقة ويلات الحرب ونيران النزوح الاليم الذي كسر وجرح مفاهيم واحساسات عظيمة في نفس السوداني
حيث اصبح المدني يشعر بانه متضرر ايما ضرر ومستهدف برغم نداءات الامم المتحدة والمواثيق الدولية بعدم استهداف المدنيين بأي حال من الأحوال. حيث نزح نحو 5000 نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ في ولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي.من هذا الشهر كما ويتواجد في جمهورية مصر العربية ما يقارب ال9مليون نازح برغم نشاط حركة العودة النشطة واليومية الى السودان بعد سيطرت الجيش السوداني عقب انتصاراته على الدعم السريع واسترداد ولاية الخرطوم واعلان انتهاء الحرب بالخرطوم وخلوها من الدعم السريع الا ان عددكبير من العائلات المتواجدة بالسودان والتي نزحت مؤخرا الى منطقة جبرة الشيخ بحاجة الى الكثير من المساعدات حسب افادة الشركاء في الجال الانساني للامم المتحدة بانهم بحاجة ماسة الى :
الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة.و أشارت التقارير إلى نزوح أشخاص آخرين من الخرطوم ومناطق أخرى نحو أم دخن وسط دارفور. وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يعملون على التحقق من هذه التقارير.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن القيود المالية المستمرة أجبرت على تقليص بعض أنشطة جمع البيانات، مما تسبب في تأخيرات في الإبلاغ عن عمليات النزوح الجديدة وإصدار تنبيهات الإنذار المبكر.
وأكد دوجاريك أن هذه التحركات الأخيرة تأتي في سياق اتجاه أوسع نطاقا للنزوح الناجم عن الصراع، والذي يؤثر على مناطق متعددة في السودان، بما فيها النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وضع معقد وصعب
وأشار المتحدث إلى أن الوضع العام في السودان لا يزال معقدا وصعبا، حيث يفر المدنيون من أجل سلامتهم في بعض المواقع، ويحاولون العودة إلى ديارهم في مواقع أخرى، وغالبا إلى مناطق دمرت فيها الخدمات الأساسية بسبب الصراع، وحيث يواجهون أيضا خطر مخلفات المتفجرات والقذائف غير المنفجرة.
وأوضح دوجاريك أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يعمل على الوصول إلى السكان في مدينة كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، من خلال تسهيل إرسال قافلة مساعدات إنسانية تحمل إمدادات التغذية والصحة وتطهير المياه. ولكن القافلة لا تزال متوقفة في الأبيض، عاصمة شمال كردفان، بسبب انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية.
وقال دوجاريك إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أعرب عن غضبه أمس إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد الهجمات على المطابخ المجتمعية والمساحات الآمنة التي يديرها المتطوعون في السودان، وشدد على ضرورة حماية ودعم العاملين في المجال الإنساني.
وذكّر دوجاريك بأن القانون الدولي الإنساني يُلزم جميع الأطراف بالسماح وتسهيل الإغاثة الإنسانية، بسرعة، وبلا عوائق، وبحياد، للمدنيين المحتاجين، بغض النظر عن الموقع أو انتماء هؤلاء المدنيين.
مستوى دمار يفوق التصور
من ناحية أخرى قال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان إن العاصمة الخرطوم تعيش وضعا كارثيا بعد عامين من الحرب، مسلطا الضوء على الأوضاع المروعة التي يواجهها المدنيون في المناطق المتضررة.
تحدث رفعت إلى الصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للعاصمة السودانية وضواحيها، مشيرا إلى أنه زار مناطق لم يكن الوصول إليها ممكنا من قبل، وشاهد بأم عينه حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها الناس في هذه المناطق.
وأضاف قائلا: “أستطيع أن أقول لكم إن محطات الكهرباء نُهبت، وأنابيب المياه دُمرت. أنا لا أتحدث عن مناطق معينة، بل أتحدث عن كل مكان ذهبت إليه. لقد كنت في مناطق حروب في ليبيا واليمن والعديد من مناطق الصراع الأخرى. ومستوى الدمار الذي رأيته في بحري والخرطوم لا يمكن تصوره. لم يكن هناك استهداف لمنازل الناس فقط، ولا للمناطق الإدارية، ولا للمناطق العسكرية، بل لكل البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن تحافظ على حياة الناس”.
حاجة إلى التمويل
وأشار رفعت إلى الحاجة الملحة لتوفير التمويل الإنساني للأدوية والمأوى ومياه الشرب والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضمان وصول إنساني غير مقيد للمتضررين من الصراع. ونبه إلى أن محدودية الوصول الإنساني ونقص التمويل أدت إلى معاناة هائلة، خاصة بالنسبة للنساء.
وأشار إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية أوقفت أو قللت عملياتها بسبب نقص التمويل، وأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث يوجد أكثر من 11 مليون نازح داخلي.
ودعا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إلى التركيز على إعادة البناء، مشيرا إلى أن ترميم الخرطوم والمناطق الأخرى سيستغرق وقتا، لكن من الممكن توفير مأوى وسبل عيش كريمة بمجرد توفر الموارد اللازمة.
وأشار إلى أن خطة استجابة المنظمة الدولية للهجرة في السودان تسعى للحصول على 250 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص، لكن لم تتم تغطية سوى 9% من الأموال المطلوبة حتى كانون الثاني/يناير 2025.
تشير تقديرات السلطات المحلية إلى أن أربعة آلاف نازح من أولو وبلدات أخرى في منطقة باو يتجهون نحو مدينة الدمازين، عاصمة الولاية، التي تبعد حوالي 230 كيلومترا. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن حوالي 600 شخص وصلوا إلى المدينة حتى الآن، وإنهم يقيمون في موقع للنازحين.
وخلال مؤتمره الصحفي اليومي، قال السيد دوجاريك إن استمرار انعدام الأمن والقيود البيروقراطية حال دون وصول شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين إلى المناطق المتضررة. وأضاف: “ندعو مجددا إلى توفير وصول إنساني آمن ومستدام ودون عوائق لجميع المحتاجين”.
وأفاد دوجاريك بالإبلاغ أيضا عن وصول وافدين جدد من جنوب السودان إلى أجزاء أخرى من ولاية النيل الأزرق في الأسابيع الأخيرة، “مما يدل على التعقيد المتزايد للوضع في المنطقة”
وسط التعقيدات المستمر للاوضاع واستمرار القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع ووسط شوق السوداني المتواصل في البلاد المختلفة التى نزح ولجا اليها السودانيين واولها مصر ودولة جنوب السوداني وليبيا وافريقيا الوسطى والكاميرون وغيرها من الدول العربية والغربية هربا من ويلات الحرب والانفجارات ونيرانها بحثا عن ماوى امن له ولاولاد ووسط حركة الهجرة العكسية بالاستجابة للعودة الطوعية يوميا من مصر والعديد من الدول وعودة مرة اخرى عكسية من بعضهم لذات الدول لعدم تمكنهم من الاستمرار والاستقرار نتيجة لنقص الموارد وصعوبة الحصول على العديد من معينات البقاء كالادوية الضرورية والخدمات كالكهرباء والمياه والخوف الشديد من عدم نجاحه في محاولة الصبر والاستمرار في الحياة تعلقت ارواح اخرين بمن سبقوهم من بني جنسهم وباستفهامات كثيرة مشروعة اهمها متى ستنتهي الحرب في بلادي ؟
ومتى نستطيع العودة ؟
متى تنطفيء نيران السلاح في بلادي ومتى تتحول ويلات الحرب ومخاوفها الى ثبات ورغبة قوية ودوافع للبناء والانجاز لاجل كل عيون اسرة سودانية ؟
السوداني بين مطرقة الحرب ونيران النزوح
يا الله يا سند المحتاجين
السابقالقهوة السودانية